كتاب الأمور المنهي عنها - باب تحريم الكذب 1445/09/21هـ

Apr 1 2024 11:42AM
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد يقول المصنف ابو زكريا يحيى ابن شرف النووي رحمه الله وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر ان يقول لاصحابه هل رأى احد منكم من رؤيا? فيقول عليه من شاء الله ان يقص وانه قال لنا ذات غداة انه اتاني الليلة اتيان وانهما قال لي انطلق واني انطلقت معهما وانا اتينا على رجل مضطجع واذا اخر قائم عليه بس واذا اخر قائم عليه بصخرة واذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيفلغ رأسه فيتهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع اليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه في به مثل ما فعل المرة الاولى قال قلت لهما سبحان الله ما هذان? قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فاتينا على رجل مستلق لقفاه واذا اخر قائم عليه بكلوب من حديد واذا هو احد شقي وجهه فيشرشر شدقه الى قفاه ومنخره الى قفاه وعينه الى قفاه ثم يتحول الى الجانب الاخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الاول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى صح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الاولى قال قلت سبحان الله ما هذان? قالا قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فاتينا على مثل التنور فاحسبوا انه قال فاذا لغط واصوات فاطلعنا فيه فاذا فيه رجال ونساء عراة واذا هم ياتيهم لهب من اسفل منهم فاذا اتاهم ذلك اللهب ظوظو قال قلت ما هؤلاء? قال لي انطلق انطلق فانطلقنا فاتينا على نهر حسبت انه يقول احمر مثل الدم واذا في النهار رجل سابح يسبح واذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة واذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فيلقمه حجر فينطلق فيسبح ثم يرجع اليه كلما رجع اليه فغر له فاه فالقمه حجرا قلت لهما ما هذان? قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فاتينا على رجل كريه كريه المرأة او كاكره ما انت راع رجلا مرأى فاذا هو عنده نار يحشها ويسعى حولها قلت لهما ما هذا? قال لي انطلق انطلق فانطلقنا فاتينا على روضة معتمة فيها من كل نور الربيع واذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا اكاد ارى رأسه طولا في السماء واذا حول الرجل من اكثر ولدان رأيتهم قط قلت ما هذا وما هؤلاء? قال لي انطلق انطلق فانطلقنا فاتينا الى دوحة عظيمة لم ارى دوحة قط اعظم منها ولا احسن قال لي ارقى فيها فارتقينا فيها الى مدينة مبنية بلبن بلبن بلبن ذهب ولبن فضة فاتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلنا فتلقاها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما ان ترى وشطر منهم كاقبح ما انت راء قال لهم قالا لهم اذهبوا فقعوا في ذلك النهر واذا هو نهر معترض يجري كان ماءه المحض في البياض فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا الي قد ذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في احسن صورة قال قال لي هذه جنة عدن وهذا كمنزلك فسما بصري صعدا فاذا قصر مثل الربابة البيضاء قالا لي هذاك منزلك قلت لهما بارك الله فيكما فذراني فادخلا قالا اما الان فلا وانت داخله قلت لهما فاني رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت? قال لي اما انا سنخبرك اما الرجل الاول الذي اتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فانه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة واما الرجل الذي اتيت عليه يشرشر شدقه الى قفاه ومنخره الى قفاه وعينه الى قفاه فانه الرجل يغدو من بيته في كذب الكذبة تبلغ الافاق واما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فانهم الزناة والزواني واما الرجل الذي اتيت عليه يسبح في النهار ويلقم الحجارة فانه اكل الربا واما الرجل الكريه المرآة الكريه الذي عند النار يحشها ويسعى حولها فانه مالك خازن جهنم واما الرجل الطويل الذي في الروضة فانه ابراهيم صلى الله عليه وسلم واما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة وفي رواية البرقاني ولد على الفطرة فقال بعض المسلمين يا رسول الله واولاد المشركين? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم واولاد المشركين واما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فانهم قوم خلطوا صالحة صالحا واخر سيئا تجاوز الله عنهم رواه البخاري وفي رواية له رأيت الليلة رجلين اتيان فاخرجان الى ارض مقدسة ثم ذكره وقال فانطلقا الى نقب مثل التنور ضيق واسفله واسع يتوقد تحته نار يتوقد تحته نارا فاذا ارتفعت ارتفعوا حتى كادوا ان يخرجوا واذا خمدت رجعوا فيها وفيها رجال ونسات عراة حتى اتينا على نهر من دم ولم يش فيه رجل قائم على وسط النهر وعلى شط النهر رجل وبين يديه حجارة فاقبل الرجل الذي في النهر فاذا اراد ان يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان فجعل كل ما جاء ليخرج جعل يرمي جعل يرمي في فيه بحجر فيرجع كما كان وفيها فصعد بي الشجرة فادخلاني دارا لم ارى قط احسن منها فيها رجال شيوخ وشباب وفيها الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يحدث الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الافاق فيصنع به ما رأيت الى يوم القيامة وفيها الذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار فيفعل به الى يوم القيامة فيفعل به الى يوم القيامة والدار الاولى التي دخلت دار عامة المؤمنين واما هذه الدار فدار الشهداء وانا جبريل وهذا ميكائيل فارفع رأسك فرفعت رأسي فاذا فوقي مثل السحاب قالا ذاك منزلك قلت دعاني ادخل منزلي قالا انه بقي لك عمر لم تستكمله فلو استكملته اتيت منزلك رواه البخاري قوله يفلغ رأسه هو بالثاء المثلثة والغين المعجمة اي يشدخه ويشقه وقوله يتدهده اي يتدحرج والكلوب بفتح الكاف وضم اللام المشددة وهو معروف قوله فيشرشر اي يقطع وقوله ظوظو وهو بظادين معجمتين اي صاح قوله فيفظر هو بالفاء والغين المعجمة ان يفتح وقوله المرآة هو بفتح الميم اي المنظر قوله يحشها هو بفتح الياء وضم الحاء المهملة والشين المعجمة اي يوقدها قوله روضة معتمة هو بضم الميم واسكان العين فتح التاء وتشديد الميم اي وافية النبات طويلتان فقوله دوحة وهي بفتح الدال واسكان الواو وبالحاء المهملة وهي الشجرة الكبيرة قوله المحظوظ هو بفتح الميم واسكان الحاء المهملة وبالضاد المعجمة وهو وهو وهو اللبن قوله فسما بصري اي ارتفع قوله وصعد بضم الصاد والعين اي مرتفعا قوله والربابة بفتح الراء والباء الموحدة مكررة وهي السحابة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله صحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لا نزال في هذا الباب المتعلق بتحريم الكذب اورد المصنف في خاتمة هذا الباب حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه وهو حديث آآ اشتمل على رؤيا راها النبي عليه الصلاة والسلام ورؤيا الانبياء حق رؤيا الانبياء حق فهذا الذي ذكر في الحديث مما رآه نبينا عليه الصلاة والسلام في منامه من العقوبات لهذه الكبائر آآ والموبقات هذا كله حق وآآ جميع العقوبات التي استمعنا اليها في في هذا الحديث من عذاب البرزخ من عذاب القبر كل العذاب الذي مر معنا هذا كله من عذاب من عذاب القبر الذي رآه النبي عليه الصلاة والسلام يقول ابن القيم رحمه الله تعالى وهذا نص في عذاب البرزخ فان رؤيا الانبياء حق وهي مطابقة لما في نفس الامر فاذا هذه عقوبات اريها النبي عليه الصلاة والسلام في منامه مما اه مما هو كائن وحاصل واقع في القبور لاصحاب هذه الذنوب المسلم الناصح لنفسه اذا سمع هذا الحديث وسمع هذه الا العقوبات احتاط لنفسه ويحذر اشد الحذر من ان يقع ما في شيء من هذه الامور الموجبة لتلك العقوبات وقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام آآ جملة من آآ ذكر جملة من الاعمال التي هي كبائر اوجبت تلك العقوبات وذكر ايضا نوع العقوبة وكل عقوبة ذكرت تتناسب مع الذنب المقترف لان القاعدة في الشريعة في العقوبات انها من جنس العمل مما ذكر في في هذا الحديث من المعاقبين في القبر المعذبين في القبر رجل يأخذ القرآن فيرفضه يأخذ القرآن فيرفضه معنى يأخذ القرآن فيرفضه يفسر الرواية الأخرى اه لم يعمل فيه بالنهار لم في بالنهار معنى يرفضه لا يعمل يعني يقرأ الايات واظحة الدلالة في اه في معانيها وهدايتها لكن لا يعمل بها لا يعمل بها يحفظ الاية ويفهم معناها ولكن لا يعمل لا يقيم للامر الذي في الاية وزن او لا يقيم للنهي الذي في الاية وزن ان كان امرا لا يفعله وان كان نهيا لا يتركه فصار القرآن الذي اخذه حجة عليه لا له فهذا من من اه من المعذبين لان عنده القرآن ويقرأ القرآن لكن يرفض القرآن واخطر ما يكون اخطر ما يكون في هذا الباب ولهذا نص عليه في رفض القرآن النوم عن الصلاة المكت النوم عن الصلاة المكتوبة ولهذا قال فانه الرجل يأخذ القرآن فيرفض وينام عن عن الصلاة المكتوبة نص على ذلك مع انه جزء من الرفظ المشار اليه جزء من ترك العمل المشار اليه لكن كانت الصلاة آآ شأنها شأنها آآ عظيم وهي اعظم امور الدين بعد الشهادتين آآ كانت هذه العقوبة الشديدة الذي عن الصلاة المكتوبة ينام عن الصلاة المكتوبة وكثير من الناس كثير من الناس عنده مشكلة مع صلاة الفجر عنده مشكلة مع صلاة الفجر وسبب المشكلة ايضا حب الناس الان للسهر في الليل والسمر وهذا نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام فكثير يسهرون في لهو وفي اه اشغال واعمال ثم تثقل رؤوسهم عن اه هل الصلاة المكتوبة? تذكر رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة ولهذا فان الوسادة الوثيرة الوسادة الوثيرة التي يسهر الانسان ثم ينام اخر الليل ووضع على هذه الوسادة هذه الوسادة هي من موجبات هذا العقاب في القبر قال اه الا اما الرجل الاول الذي اتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر يثلغ رأسه بالحجر عقوبة هذا الرجل الاول ان ان انه مضطجع يكون واخر معه صخرة بيده ويهوي بالصخرة على رأسه فيثلغ رأسه فيتدحرج الحجر ها هنا فيتبع الرجل الحجر فيأخذه فلا يرجع اليه الى الرجل المضطجع حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى مثل ما فعل المرة الأولى يعني عقوبة مستمرة يصح الرأس ثم يظرب يصح ثم يظرب بالحجر هذا هذي عقوبة في القبر هذي العقوبة في القبر لمن تثقل رأسه عن الصلاة هذي عقوبة لمن تثقل رأسه عن الصلاة المكتوبة فكيف بالذي اصلا متهاون بالصلاة? يعني ليس مسألة ثقل راسي ومستيقظ لكنه يتهاون في الصلاة ويدخل وقت الصلاة ويخرج وهو لا يبالي بامر الصلاة هذا الاول الثاني قال اما الرجل الذي اتيت عليه يشرشر صدقه الى قفاه ومنخره الى قفاه الشرشرة القطع شرشر الشدق الى قفاه يعني يقطع ومنخره الى قفاه وعينه الى قفاه اي تقطع هذا اه الرجل الكبيرة التي فعلها استحق بها هذه العقوبة اه يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الافاق يكذب الكذبة تبلغ الافاق تبلغ الافاق يعني تنتشر في الدنيا اظن في الزمان الاول ما كانت اه ما كانت اه الكذبة تنتشر في الدنيا بالسرعة التي الان في زماننا ولم تكن تصل لاطراف الدنيا مثل ما هي الان الان يكذب الكذبة صاحب الجوال صاحب الجوال يكذب الكذبة ويضعها في جواله ويضغط الزر تصل الدنيا مباشرة في نفس اللحظة عبر عبر الوسائل الان ثم ايضا عنده استطاعة ما كانت موجودة في الزمان الاول ان تفصل الى الدنيا ولا يدرى ولا يدري الناس من هو لا يعرف من هو ولكن رب العالمين مطلع عليه رب العالمين مطلع عليه يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ ما لا يرظى من القول فبعظ الناس جريع جريء على الكذب وخاصة الان في مسألة الجوالات يعني يكتب اشياء كذب اما اشياء تتعلق بالواقع او كذب على اشخاص يفتري على اشخاص يبغي العنت في يبغون للبرءاء العنت كما جاء في الحديث في كذب على اشخاص وآآ يأكل لحوم آآ لحومهم وآآ يهتك يهتك اعراضهم ويكتب في في الجوال ويرسل تبلغ الافاق في لحظة واحدة فا عقوبة من كان كذلك يغدو من بيته في كذب الكذب تبلغ الافاق يعني تنتشر في الدنيا انه في قبره يعاقب يشرشر صدقه الى قفاه ومنخره الى قفاه وعينه الى قفاه تقطع ثم تعود سليمة ثم تقطع ثم تعود ثم تقطع يعاقب يعاقب على هذا الكذب الذي آآ كان يمارسه وهذا موطن الشاهد من سياق الحديث بطوله في هذه الترجمة لان الترجمة في تحريم الكذب وساقه بطوله من اجل هذا الموظع لان فيه تحذير شديد عن الكذب وفي عقوبة الكذابين في القبر عقوبة الكذابين في القبر ثم آآ الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور قال هؤلاء الزناة والزواني هؤلاء الزناة والزواني هذه عقوبتهم في القبر غير العقوبة التي يوم القيامة هذه ع في القبر آآ مثل التنور فيه لغط واسواق واصوات فاطلعنا فيه نظرنا اي في داخله فاذا فيه رجال ونساء عراة واذا هم يأتيهم لهب من اسفل من فاذا اتاهم ذلك اللهب ظوظوا اي ظجوا وصوتوا صرخوا من العذاب الذي الذي هم فيه هؤلاء الرجال والنساء هم الزناة والزواني هذي ع في القبر غير العقوبة التي في في الاخرة الرابع الرجل الذي يسبح في النهر مثل الدم ويلقم الحجارة قال هذا اكل الربا هذا اكل آآ هذا اكل الربا فهذه عقوبة اكلت الربا في القبر غير العقوبة التي في الاخرة كل هذه من عقوبات البرزخ الذي هو القبر الرجل الذي اتيته عليه يسبح في نهر مثل الدم ويلقى الحجر فانه آآ يلقم الحجارة فانه اكل الربا عقوبة من جنس عمله عقوبته من جنس عمله واما الرجل الكريه المرأة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها فانه مالك خازن جهنم واما الرجل الطويل الذي في الروضة فانه ابراهيم عليه الصلاة والسلام واما الول الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة كل مولود على كل مولود مات على الفطرة فالحاصل ان الحديث جمع نعم عقوبات متنوعة من بينها وهو موضع الشاهد عقوبة الكذاب الذي يكذب الكذبة او الكذبة فتبلغ الافاق نعم قال الشارح رحمه الله الشيخ فيصل ابن عبدالعزيز ال مبارك رحمه الله في هذا الحديث ان بعض العصاة يعذبون في البرزخ وفيه التحذير من النوم عن الصلاة المكتوبة وعن رفض القرآن لمن يحفظه وعن الزنا واكل الربا وتعمد الكذب وفيه ان من استوت وسيئاته يتجاوز الله عنه اللهم تجاوز عنا برحمتك يا ارحم الراحمين قال الله تعالى واخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم قال ابن هبيرة رحمه الله لما كان الكاذب يساعد انفه وعينه ولسانه على الكذب بترويج باطله وقعت المشاركة بينهم في العقوبة نعم قال المصنف رحمه الله باب بيان ما يجوز من الكذب اعلم ان الكذب وان كان اصله محرما فيجوز في بعض الاحوال بشروط قد اوضحتها في كتاب الاذكار ومختصر ذلك ان الكلام وسيلة الى المقاصد فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه وان لم يمكن تحصيله الا بالكذب جاز الكذب ثم اذا كان تحصيل ذلك المقصود مباحا كان الكذب مباحا وان كان واجبا كان الكذب واجبا فاذا اختف من ظالم يريد قتله او اخذ ماله واخفى ماله وسئل انسان عنه وجب الكذب باخفائه وكذا لو كان عنده وديعة واراد ظالم اخذها وجب الكذب باخفائها والاحوط في هذا كله ان ومعنى التورية ان يقصد بعبارته مقصودا صحيحا ليس هو كاذبا بالنسبة اليه وان كان كاذبا في ظاهر اللفظ وبالنسبة الى ما يفهمه المخاطب ولو ترك التورية واطلق عبارة الكذب فليس بحرام في هذا واستدل العلماء بجواز الكذب في هذا الحال بحديث ام كلثوم رضي الله عنها انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خير او يقول خيرا متفق عليه زاد مسلم في رواية قالت ام كلثوم ولم اسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس الا في ثلاث تعني الحرب والاصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأتاه وحديث المرأة زوجها ثم اتبع الباب المتقدم الذي هو في تحريم الكذب هذا الباب في بيان ما يجوز من الكذب في بيان ما يجوز من الكذب والكذب مثل ما اشار الاصل انه محرم ولا يجوز وعقوبته عند الله سبحانه وتعالى عظيمة لكن هناك حالات آآ يجوز فيها الكذب ويباح وآآ قد دلت بعض النصوص على ذلك كقول النبي عليه الصلاة والسلام ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا او يقول خيرا انه سبق عندنا في ترجمة مضت اه تحريم النميمة النميمة ينمي شرا هنا ينمي خيرا النميمة ينمي شرا ينقل الكلام على وجه الافساد ينقل كلام من شخص الى اخر على وجه الافساد والنمام ينقل الكلام قد ينقل كلام من قيل ليفسد وقد ينقل كلاما لم يقل او يبالغ يقول مثلا سمعت فلان يقول فيك كذا وكذا وهو يكذب ما سمعه او سمعه يقول بعض ذلك لكن يزيد يزيد عليه يقوله ما لم يقل من اجل ان يفسد فالنمام اه قد يكذب بل يكذب يفسد لان له هدف له مبتغى له غاية ايقاع العداوة بين المتحابين يبغون للبراء العنت كما في الحديث ولهذا نهى الله ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بين ميم نهى عن طاعة سماع كلامه انه يفسد بين المتحابين هنا المصلح ظد النمام المصلح ظد النمام يأتي وينقل الكلام بين المتقاطعين المتهاجرين ينقل الكلام ويزيد احيانا فيه اشياء لم تقل من اجل ماذا? ان يصلح عكس النمام النمام ينقل بين المتحابين كلاما يفسد بينهم والمصلح ينقل كلام بين المتعاديين كلاما ربما فيه من اجل ان ان يصلح يعني اضرب مثال مثل ما قال المصنف هنا الذي هو التعريض وفي التعريض ممدوحة عن الكذب التعريض مندوحة عن الكذب يعني لو انه جلس هذا هذا الذي المصلح في مجلس وسمع احد المتعادين بينهم عداء وسمع احدهما يذم صاحبه يذمه فذهب الى صاحبه وقال يا امس والله كنت في مجلس فلان وسمعته يثني عليك طبعا الثناء في اللغة يطلق على الذكر بالخير والذكر بالشر وهذه هذه تورية صحيحة لما يقول سمعته يثني عليه سمعت يثني عليك والله باذني سمعته يثني عليك امس وانا جالس عنده يثني عليك واذا كان ذاك قد بالغ في ذمه يقول والله سمعته يثني عليك ثناء عظيما باذني امس انا اسمعه يثني عليك يريد يلطف هذا حتى ترجع الامور و يجف اه تجف اه شدة العداوة التي في القلوب مثل هذا النقل يلقب يلطف اه ما في القلوب وهذا وهذا هذا جائز كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس هذا الذي ينقل الكلام الحسن الطيب مثل ما قال ينمي خيرا او يقول خيرا اه ولو كان ما ينقله بعضه غير مطابق للواقع او للحقيقة من اجل الاصلاح مثل ذلك بين بين يعني الزوجين بين الاخوين بين القريبين بين الجارين احيانا تقف النفوس عند بعض الاشياء المصلح الموفق يعمل بهذا الحديث يعمل بهذا الحديث من اجل اه الاصلاح وازالة القطيعة قال ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا او يقول خيرا زاد في زاد مسلم في رواية قالت ام كلثوم ولم اسمعه اي النبي عليه الصلاة والسلام يرخص في شيء مما يقول الناس يعني في الكذب الا في ثلاث الا في ثلاث تعني الحرب والحرب كما قال النبي عليه الصلاة والسلام خدعة وآآ والاصلاح بين الناس مثل ما تقدم في في كلام النبي عليه الصلاة والسلام وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها يعني لما يحدث الرجل امرأته بحديث آآ عن مثلا ما لها من آآ مكانة في قلبه او منزلة مبالغة يعني وصف بازيد مما يعني اه لها في قلبه بالغ في ذلك من اجل ماذا? من اجل اه ان اه انت تزيد المحبة تزيد العلاقة يزيد تزيد الرعا اهل الحقوق من من الطرفين فهذا من الخير للبيوت الذي يعني يترتب عليه مصلحة حديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها نعم قال الشارح رحمه الله قال البخاري رحمه الله باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس وذكر حديث ام كلثوم رضي الله عنها انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا او يقول خيرا قال الحافظ رحمه الله فقوله فينمي بفتح اوله وكسر الميم اي يبلغ تقول نميت الحديث انميه اذا بلغته على وجه الاصلاح وطلب الخير فاذا بلغته على وجه الافساد والنميمة قلت نميته قلت نميته بالتشديد كذا قال الجمهور وقوله او يقول خيرا هو شك من الراوي قال العلماء المراد هنا انه يخبر بما علمه من الخير ويسكت عما علمه من الشر وما زاده مسلم في اخره ولم اسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس انه كذب الا في ثلاث فذكرها وهي الحرب وحديث الرجل لامرأته والاصلاح بين الناس الى ان قال قال الطبري رحمه الله ذهبت طائفة الى جواز الكذب لقصد الاصلاح وقالوا ان الثلاثة المذكورة كالمثال قالوا الكذب المذموم انما هو فيما فيه مضرة او ما ليس فيه مصلحة وقال اخرون لا يجوز الكذب في شيء مطلقا وحملوا الكذب المراد هنا على التورية والتعريض كمن يقول للظالم دعوت امس وهو يريد قوله اللهم اغفر للمسلمين لا شك ان التورية اولى التورية ما استطاع الانسان اليها سبيلا هي اولى في كل هذه في كل هذه الامور لكن المقاصد العظيمة الكبيرة في الاصلاح ان احتاج المقام الى شيء من الكذب ليصلح فهذا مباح كما قال عليه الصلاة والسلام ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا او يقول خيرا نعم قال رحمه الله ويعد امرأته بعطية شيء ويريد ان قدر الله ذلك واتفقوا على ان المراد بالكذب في حق المرأة والرجل انما هو فيما لا يسقط حقا عليه او عليها او اخذ ما ليس له او لها وكذا في الحرب في غير التأمين واتفقوا على جواز الكذب عند الاضطرار كما لو قصد ظالم قتل رجل وهو مختف عنده فله ان ينفي كونه عنده ويحلف على ذلك ولا يأثم الله اعلم انتهى نعم نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا واصلح لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولم ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم وفق ولي امرنا لهداك واجعل عمله وفي رظاك وسدده في اقواله واعماله اللهم وفقه ولي عهده لما فيه صلاح البلاد والعباد ولما فيه عز الاسلام وصلاح المسلمين اللهم وفق جميع ولاة امر المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلهم رحمة على رعاياهم اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين اللهم اصلح ذات بيننا وانف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور واعدنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم انجي المستضعفين من المسلمين واحقن دماءهم يا رب واحفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين اللهم وعليك باعداء الدين فانهم لا يعجزونك اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم اللهم اقسم لنا من خشي كما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا اجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا اللهم يا حي يا قيوم يا ذا والاكرام يا رب العالمين اصلح لنا اجمعين النية والذرية والعمل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك ن